البديل منو ؟! .. تساؤل مشروع ومفخخ !

صورة

كتبت في يوم 23 يونيو 2012 على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تغريدتين بعد أن كانت الفكرة تدور في رأسي أثناء مشاركتي في مظاهرة في جامعتي :
“كنت اطمح قبل البدء في اجراءات الثورة أن يجيب الشباب على سؤالين مهمين جدا عشان لو نجحت الثورة دي ما يكون مصيرها زي اكتوبر وابريل”

“لماذا فشلت الحكومات الوطنية في ادارة شئون البلاد وتحقيق رفاهية الانسان منذ الاستقلال ؟؟ ”
وكيف حنقدر ندير المرحلة الجاية لو سقط النظام ؟

واليوم تذكرت التغريدين وأنا أرى ثورات الربيع العربي وأحاول أن أحلل ما وصلت إليه تلك البلدان وما جنت من ثوراتها مع تأكيدي على حقيقة أن سنتين فقط غير كافية للحكم على هذه الثورات ونجاحها .. لكن يمكن إجراء تقييم أولي للطريق الذي تسلكه والعرب يقولون “العاقل من اتعظ بغيره” .
تذكرت معها سؤال “البديل منو” وهو سؤال مشروع ولكن ارتباطه بمحاولة اضعاف الروح المعنوية للثوار وقتها جعلوه مذموما وكانت الاجابات عليه دوما عاطفية أكثر من كونها واقعية وكان اتهام من يحاول اثارة هذا السؤال بأنه امنجي أمر حتمي  خاصة أن صفحاتهم وسياسييهم كانوا يروجون لذات الفكرة وقتها .

تجدد السؤال مع بداية بروز حملة نفير بعد كارثة الامطار الاخيرة الى السطح والحقيقة لا يستطيع أحد أن ينكر دور نفير الواقعي والمعنوي في تجديد الثقة بالشباب ومقدرتهم على ما يسمى في العلوم بـ”إدارة الازمات” حيث استحدثوا نظاماً جديدا سيظل تجربة ممتازة لأي كارثة أخرى ان حدثت . بجانبهم نشطت فرق أخرى كالكشافة وغيرها .
والحقيقة ان نفير لم تكن الاولى كحركة اجتماعية ولكنها لاقت الرواج الاعلامي الاكبر حيث سبقتها منظمات مثل صدقات وشارع الحوادث وتعليم بلاحدود وهي كلها حركات تحاول احداث تغيير اجتماعي وادارتها شبابية وحركات سياسية كقرفنا والتغيير الآن.

نعم لدينا مجموعة كوادر شبابية مميزة جدا وقيادات بكافاءة عالية ولكننا للأسف نتحدث عن اسقاط النظام دون رؤية لما بعد اسقاط النظام ونحن ندرك تغلغل النظام في المجتمع (بين القيادات المجتمعية وليس الافراد) والولايات وان قطع الرأس أحيانا غير كافي كما ثبت في الثورات العربية .. البعض أيضا يتحدث عن وثيقة الفجر الجديد .. وعندما تقرأ الفجر الجديد  تجد أغلبها مجرد عناوين تمثل بصيغة أخرى نفس الشعارات التي جاء بها هذا النظام مثل شعار ” نلبس مما نصنع ونأكل مما نزرع ” وفيها أيضا حل وتفكيك لكل التشكيلات الأمنية والعسكرية القائمة مما يعني دوامة حرب أهلية حتمية في العاصمة وكل الولايات مما يعني تفاقم المشكلة وجعلها كارثة لا حلها!

لدينا أيضا معارضة يتفق الجميع بضعفها ومعظم قادتها – وقادة الجبهة الثورية أيضا – كانوا حكاما وقيادات سياسية في الدولة لكنهم لم ينفذوا شيئا مما ينادون به الآن وحتى لم يستقيلوا إن عجزوا فكانت الاستقالة تشفع لهم وتحسن من صورتهم .
فعليا وليس نظريا نحن نحتاج لرؤية عملية  وبرنامج واضح من متخصصين في كل المجالات وتنشر للجميع وشخصيات تقود تلك الرؤية والبرنامج وتروج له وهذا يمثل بديل حقيقي يمكن الاعتماد عليه واثباته للناس بدلا عن الكلمات العاطفية الجميلة للرد على السؤال أو سب كل يدعو لاثارته واتهامه بأنه مناصر للنظام وكوز ! .. حتى لا تأتي انتخابات 2014 ونقول انها مزورة حتى قبل أن تبدأ ونكون مكتوفي الأيدي الى ما شاء الله .
بعد أن كتبت هذه التدوينة وجدت هذا الفيديو :
مبادرة د/ أنور دفع الله عن “البديل منو ” كانت قبل عام من الآن (فيديو يوتيوب):
http://www.youtube.com/watch?v=89_HG5Sl8QY

7 أفكار على ”البديل منو ؟! .. تساؤل مشروع ومفخخ !

  1. أحييك أخي علي هذا السؤال المشروع .. ولكنني أريد أن أصحح السؤال بأن يكون: ماهو البديل وليس البديل منو؟
    أقول ذلك حتي نخرج من التفكير القاصر في البديل علي الشخوص والأسماء والرموز… فنحن أخي دائما ما ننظر الحكم في شخص الحالكم الرئيس ولا نعطي أعتبار للبديل كنظام وليس شخصا بعينه… لذلك لابد من السعي للتفكيرفيما نريده كنظاما بديلا وليسا شخصا أو حزبا بديلا يكون فيه السلطة حقيقة للشعب … وحتي نستطيع تحقيق ذلك فعلينا أن نصدق في أنتماءنا لهذا الوطن ويمكن أن يتم ذلك من خلال الترويج لفكرة صدق الإنتماء وكما ذكرت أخي علينا أن نأخذ العبرة والإتعاظ من تجارب الشعوب الأخري .. فأنطر لليابان مثلا:

    عندما إستسلمت اليابان ، كآخر المقاتلين في الحرب العالمية الثانية وأصدر ” هيرو هيتو ” امره بالقاء السلاح وخرج ” إبن الشمس ” تتصفحه لأول مرة .. عيون البرايا من قومه ..وتعب ” الهارى كيرى ” من أزهاق أرواح الذين رفضوا الهزيمة .. ولم يصدقوا ” تيلى يموشنك ” وهو يرى جزراً بأهلها في السماء تطير ، وشاهد سبعين الف من البشر يذوبون كالقصدير المصهور ….. كم كان عمر هذا الخراب؟ … !! إنه عمر لا يحسب بمقاييس الزمن ولا بوحدة الأيام والشهور والسنين ولا يحسب بالكم العددي ولا بالكيف النوعي…. إنه غوص بلا عمق … وارتفاع بلا أفق…. لم يقف عند تحطيم الأوطان واجتياح البلدان واحراق الحياة فحسب بل تجاوزها إلى إستلاب الإنسانية ذاتها من الآدميين …!! أنه طوفان حديث يفرق الانسانية في الانسان ويبقى على حياته دونها وليس له من سفينة تحمل من كل زوجين اثنين … ولا جبل يعصمه من الماء!! … بل ليس له حدود ومعالم على الاطلاق” …..وعند كل هذا ظن الناس أن أمة اليابان قد ركعت إلى الابد …. بل ذهب الناس في ظنهم أنها صارت أرضاً محروقة عقيم وأول محروقاتها – إنسانها – الذي سيحي درن روحه القديم .

    فكيف صنع هؤلاء الرجال من هذا الكوم المفتت السحيق هذا الكيان الحضاري المهيب ؟! الرائع ؟! ..

    إنهم فعلوا كل ذلك بصدق الانتماء … واتخاذ الصدق منهاجاً … ليكون الفرد أمة … وتكون الأمة حكومة …وتكون الحكومة قائداً … ويكون القائد قدوة ومثالاً وتفانياً لا ينال منه الفناء … كانت كل واحد منهم أمته …أو كانت هي هو . فصنعت له وصنع بها ما نرى وما نتطلع إليه في حيرة وذهول !! وانتماؤنا يقضي على نفسه باليتم والاهمال ونحن عن معاناته … لاهون … صحيح أنهم إستعانوا بالمساعدات الامريكية . واستندوا عليها واستثمروها بالأمانة وصدق الانتماء ووعي التلاحم المخلص وعناية المشارك الحميم في مراحل الهزيمة والنصر والبناء والاستشفاء والازدهار … والانطلاق اللامحدود … إنهم لكل هذا … قد أضفوا على المساعدات معنى ذاتهم ولون نضالهم وطعم انتصارهم وجليل ثباتهم واصرارهم وإنتمائهم فاعادت بناء الذات كأن لم تلاقي ما لاقت …

    • عزيزي لو قرأت آخر التدوينة لوجدت قصدي أنا لا أبحث عن شخص بعينه ولكن أبحث عن مشروع يحمله أشخاص يرى فيهم الشعب بديلا وفي تدوينة “سياسة الدعم وحال السودان ” تحدثت عن نموذج ماليزيا وسنغافورة البلدين اللذين انفصلا فوجدوا قادة ومؤسسات وبرنامج نهضوا عن خلاله ..
      واتمنى ان تطرح كلامك عن اليابان على شخص عادي وبسيط لتجد انه لن يفهم منه شيء ان لم يرى شخص يحمل هذه الافكار بدلا من الكرام المجرد !
      تحياتي

  2. بارك الله فيكما انتما الاثنين الان من الممكن ان يقول الواحد فينا ان للبلد شباب واعي يستطيع ان يتحمل مسئوليت وطن

  3. البديل نظام العدالة الاجتماعية و الاقتصاد الذى يقوم على القطاع العام و القطاع التعاونى و القطاع الخاص و تنمية الريف و الاهتمام بالانسان …….

  4. البديل اخى موجود وفى كفاءات تحكم امريكا خليك من السودان

أضف تعليق